كرة القدم السعودية- طفرة وإخفاقات.. إلى أين المسير؟

المؤلف: خالد سيف11.05.2025
كرة القدم السعودية- طفرة وإخفاقات.. إلى أين المسير؟

إذا صمتنا عن قول الحق، فكيف لنا أن نشيد بالباطل؟ لطالما آثرنا الصمت، لكننا لم نستطع غض الطرف عن بعض القرارات والإجراءات التي حتماً ستؤثر تأثيراً سلبياً على مستقبل كرة القدم السعودية، وعلى رأسها السماح بوجود عشرة لاعبين أجانب في الدوريات المحلية، بينما اللاعب السعودي يقبع على مقاعد البدلاء، ثم يُستدعى لتمثيل المنتخب الوطني. هذا بالإضافة إلى جملة من المشاكل المتراكمة، بدءاً من سياسة الاستقطابات غير المدروسة، وصولاً إلى التعاقدات الفلكية التي جعلت من أنديتنا سوقاً جاذبة وسهلة المنال لوكلاء اللاعبين والسماسرة، الذين يستغلون جهلنا بقوانين وأنظمة كرة القدم. لاعب يأتي ومدرب يرحل، والنتيجة منتخب يعاني لاعبوه من التخمة المادية والضعف الفني، ودورياً محلياً يحتكر فيه فريق واحد المنافسة، بينما تكتفي بقية الفرق بالتصفيق من بعيد. تريثنا كثيراً قبل أن نوجه سهام النقد، وأردنا أن نوصل صوتنا إلى كل مسؤول يدرك أن هذا التسلسل من الإخفاقات لن يقودنا إلا إلى مستقبل مظلم. لقد أدخلونا بعقليتهم العاجزة في نفق ضيق ومظلم، وطلبوا منا التريث وعدم التعجل في إطلاق الأحكام، فصبرنا، ولكن لكل شيء حد. إن هذه المخرجات المؤسفة قد حطمت أحلامنا، وحولت رياضتنا من سادة للقارة إلى مجرد محطة عبور عابرة. إنه من غير المعقول، في ظل هذا الحراك الهائل والطفرة التنموية التي تشهدها البلاد في شتى المجالات، أن تتراجع كرة القدم إلى الوراء في هذا العصر الذهبي. سنواصل العمل بكل جد وإخلاص حتى نصل إلى القمة، ولن تثنينا عن ذلك قلة من المتخاذلين. سنبني ونعمر يا دارنا، وسنواصل مسيرة الطفرة والنهضة والازدهار، ولن نسمح لكم بالاستمرار في اتخاذ القرارات العشوائية. لن نوجه الاتهامات بشكل شخصي، بل نقولها بصراحة: "كل الأمور تحتاج إلى إصلاح شامل وإعادة هيكلة جذرية"، تبدأ من أصغر التفاصيل في المنظومة الرياضية وصولاً إلى أعلى المستويات. أين هي همة جبل طويق؟ أين هي غيرتكم على سمعة كرة القدم السعودية؟ أين هو المنتخب الذي كان يهزم عمالقة القارة شرقاً وغرباً؟ أين الروح القتالية؟ أين الخطط والاستراتيجيات المحكمة؟ أين العقول النيرة الذكية؟ لا مكان للمتقاعسين بيننا. كيف سنواجه عراب الرؤية، الذي منحنا دعماً غير محدود، مادياً ومعنوياً ولوجستياً، وأعطانا الضوء الأخضر للانطلاق نحو تحقيق أهداف الرؤية، ثم نقدم له هذه النتائج المخيبة؟ ما زلنا ننتظر تدخلاً عاجلاً وحاسماً، يعيد لكرة القدم السعودية هيبتها ومكانتها المعهودة على الساحة القارية، ويعيد لنا أيام المجد والانتصارات.

سياسة الخصوصية

© 2025 جميع الحقوق محفوظة